في بلادي – عمر طرشونة


عمر طرشونة – طالب سنة ثانية ماجستير قانون خاصّ

رأي شخص لايفقه شيئًا :

في بلادي لا زلنا نمجّد، كانت الإنجازات بالسّابق، وها نحن الآن في الثورة. هذه الثورة حسب رأيي المتواضع تؤسّس لقيم ومبادئ سامية ،لكنها في بلادي أتت لتحقيق المطالب، فالكلّ يغنّي على ليلاه. وما أدهشني أنّ الجميع أصبحوا ثوّارا بواسل يقاتلون من أجل مطالبهم الأنانيّة بفضل مساهمتهم في الثورة “المجيدة”. كدت أخال أنّني الوحيد في هذه البلاد الذي لم يشارك في الثورة، على الأرجح هذا السبب الذي جعلني  لحدّ الآن لم أطالب بخلاص فاتورة مساهماتي. فأنا لم أساهم أصلا وبالتالي لا أنتظر شيئًا.

هذه بلادي، إن صمتّ لن يلتفت أحدٌ إليك أما إذا أحدث جلبة فستنال ما تريد حتّى وإن كان تافها. لربّما أدرك البعض مقولة “وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا” فسعى إلى تطبيقها. ولكن من منّا ليست لديه مطالب إذن فلنطرح كلّنا مطالبنا ولنر من ستتحقّق مطالبه على حساب الآخر.

آسف!

نسيت معيار النضال !

فبقدر نضالك تتحقّق مطالبك.

ما حاجتنا الآن لمعيار الكفاءة !

الهدف الأساسي هو تكميم الأفواه المطالبة، لنعود نتحدّث و ننتقل من جديد من مفهوم الثورة “المجيدة” إلى الإنجازات “المجيدة”.

في بلادي، كرهت السّاسة والمتسيّسين

الكفاءات و الإطارات مُغيِّبون

من كانو بالأمس مهاجمين، اليوم عن الخطإ مدافعون

ما أقرب الأمس باليوم وحالة اليأس أرهقت الصّابرين

فليصلحوا !

وليعجلّوا !

كي لا يكونوا نادمين

الخطؤ ليس بعيبٍ ولكن العيب أن يكونوا فيه مستمرين

اتركوا الكراسي لذوي الكفاءات، فلا ذنب لمن كان بغلطته من المعترفين

أو كونوا على قدر المسؤولية ولا تغدروا من كانوا فيكم واثقين

لا تلهثوا وراءها، ولا تنسوا أنّكم أمام الله من المحاسبين !

بلادي تونس عزيزة علينا، فٱشهد ياربّ العالمين

أنّ بعض عبادك بأرضها للغوغاء زارعين والتفرقة مريدين !

لكن لن تصلح حتّى يترك الساسة و المتسيّسون الأمر للكفاءات، المغيّبون.

في بلادي لم ندرك، إلى حدّ الآن،  القيمة التي لو تحققت لن نشهد هذا الكمّ من المطالب تحت شعارات  الشغل ـ الحرية ـ الكرامة ـالوطنيّة، ألا وهي قيمة الأخلاق.

انما الامم الاخلاق ما بقيت فان هموا ذهبت اخلاقهم ذهبوا …